الأربعاء، 30 ديسمبر 2009

سمبوسة محشية

25-3-2009
كثرت وسائل الاعلام والقنوات وأصبح من السهل معرفة الأحداث السياسية والاضطلاع عليها، وأصبح جميع من حولي من أقارب وأصدقاء يتحدثون عن السياسة، هذا كله ليس غريب في الموضوع وليس من الأمور التي احتار بها عقلي !! ولكن الشئ الذي احترت به هو تقلب آراء وتوجهات الناس في أمسية وضحاها، فنرى المؤيد اليوم معارض وبشدة في الغد، وأغلب آرائهم تكون وفقاً لمعلومات سطحية للقضية دون تفكير عقلاني ! وفي نفس الحين يوجد منهم من يفهم القضية من صميمها ويحكم عليها وفق المنطق والعقل، فالشعب الكويتي يفكر، وفي اختلاف هذا التفكير يكون الاختلاف في الآراء وبالتالي في الاتجاهات، فعندما نقسم الشعب الكويتي نقسمه إلى ثلاث فئات:
الأولى: أصحاب التفكير العقلاني، هؤلاء يفهمون ما يقولون ويعرفون جيداً مايدور في هذا العالم، لديهم توازن مابين الوطنية الكويتية والعربية والاسلامية، يفهمون جيداً أن المستقبل أهم من الماضي.
الثانية: أصحاب التفكير العاطفي، تسيطر عليهم الخبرات السابقة وتقلب العواطف والمشاعر الجياشة، فتفكيرهم محدود وبسيط وهذه الفئة مرتبطة ارتباطاً وثيقاً بالفئة الثالثة ألا وهي: أصحاب التفكير المستغل أو الانتهازيين، فهؤلاء يستغلون مشاعر الآخرين من خلال استثارة أحداث قديمة ليس بالضرورة أن تكون موضوعية ولكن لديها تركيبة وجدانية عاطفية لدى الناس، فيوجهون الناس نحو اتجاهاتهم، وهذا الاسلوب اما أن تتبعة الصحف والمجلات للربح وللنجاح فتثير قضايا وتضخمها من حيث الأهمية لكي تحدث من عناوينها الكبيرة في الصفحات الأولى نزاعات واستثارة في الشارع العام، أو تكون الصحف صحف تابعة للحكومة قتنشر توجهات الحكومة، فعلى سبيل المثال أن تكون الحكومة من الأساس ذات توجه سلام مع اسرائيل، وهذا لخدمة المصالح في المستقبل مع علاقتها بامريكا ! أما أحد الأسباب الأخرى هي مصالح خارجية أي أجهزة خارجية، كتاب وصحفيون يدفع لهم، باختصار علاقة مخابرات، وللأسف الشديد هذا لا يؤثر بعواطف وتوجهات الشعب فقط، بل لديه مصب آخر ومصالح خارجية كخدمة العدو وتأييده، فأنا لا أعرض عليكم رأيي الخاص في الاعلام لدينا وكتابنا العرب ولكن انظروا أنتم إلى مقتطفات من هذا البيان من وزيرة الخارجية الاسرائيلية تسيبي ليفني وقيموا أنتم بأنفسكم اعلامنا وحال كتابنا العرب، إليكم هذا الاقتباس من البيان:
" ليا أبراموفيتش تل أبيب ـ خاص
تسيبي ليفني أوصت بإعادة نشر ما يكتبه عدد من الكتاب العرب على الموقع الرسمي للوزارة ليفني قالت في اجتماع خاص بخلية أزمة تم تشكيلها في الوزارة خلال الحرب على غزة " إن هؤلاء سفراء إسرائيل لدى العالم العربي ، وأفضل من يوصل وجهة النظر الإسرائيلية إلى الشارع العربي بشأن حركة حماس "
رئيس الوزراء إيهود أولمرت ،عندما ترجم له مقال الكاتب ... ، قام عن كرسيه ورفع يديه في الفراغ متلفظا بكلمات النشوة ، واقترح ترشيحه لأعلى وسام في إسرائيل ، ووصفه بأنه أكثر صهيونية من هرتزل .
ولمن يرغب بالتأكد من هذا البيان أو يرغب بمعرفة من هم الكتاب يستطيع أن يدخل على هذه الموقع الالكتروني لوزارة الخارجية الاسرائيلية :
http://www.altawasul.com/mfaar/opp eds/op eds- arab writers
فأنا لا يسعني إلا أن أقول أن هؤلاء الكتاب تخلصوا من كل معاني الولاء والعروبة والوطنية، فهؤلاء فقط لأنانيتهم، فقط لأنفسهم ومصالحهم الشخصية، يقلبون العواطف تارة هنا وتارة هناك وبما أن أصحاب التفكير العاطفي يشكلون تقريباً 80% من الشعب الكويتي فهنا يجب علينا أن نفهم الأمور بموضوعيتها ولا نصدق كل ما يقال في الصحف والإعلام، يجب أن نفكر في أعماق عقولنا ونرى الأمور من كذا اتجاه وليس من الاتجاه الذي يوجهنا به الإعلام (عشان مانكون مثل السمبوسة المحشية، يحشّون عقولنا باللي يشتهون)، وفي الختام أقول لهؤلاء العرب الذين محت عنهم كل ملامح العروبة، صحيح أن لديكم خبرات بمثل هذه الأمور ونفوذ وسلطة لكي تستغلوا النفوس، لكن أيقنوا جيداً أن في هذا الجيل من يعيد عزة وكرامة الأمة التي لم يستطع حتى ولاة الأمر إعادتها فهذا المقال سيوف يصل لعقول الناس وقلوبهم لأنه نابع من قلم كويتي عربي مسلم نزيه من المصالح والاستغلال.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق