الخميس، 21 يناير 2010

لن يسرقوها

18-1-2010
"نظام الحكم في الكويت ديمقراطي، السيادة فيه للأمة مصدر السلطات جميعاً، وتكون ممارسة السيادة على الوجه المبين لهذا الدستور". هذا نص المادة السادسة في دستور الكويت، بكل سهولة يفهم من يقرأه أن الكويت دولة ديمقراطية ولكل فرد من هذه الأمة له كامل السلطة والسيادة لممارسة ما يريده بشرط أن يوافق الدستور، ومن مواد الدستور المادة 36 "حرية الرأي البحث العلمي مكفولة ولكل انسان حق التعبير عن رأيه ونشره بالقول أو الكتابة أو غيرهما" فمن هذه المادة فتحت أبواب واسعة وطرق عديدة لتعبير أفراد المجتمع الكويتي عن ما في خاطره وعن أفكار ومبادئ أفراده واختلاف وجهات نظرهم، ومن أقوى الوسائل التي استخدمت في التعبير هي وسائل الأعلام في كافة أشكالة، مرئي أو سمعي أو مقروء، سواء في الصحف أو المجلات، في السنوات الأخيرة ظهرت الكثير من القنوات والصحف مما ترتب عليه ظهور العديد من الكتاب ينشر كل منهم آراءه ووجهة نظره في قضية معينة أو في شخص ما، وهذا ليس من الأمر الغريب لأن معظم الدول الديمقراطية التي تعتبر حرية الرأي في التعبير من أهم أنواع التحضر يسلك شعبها هذا النوع من التعبير، الكويت مارست هذا البند ودستور الكويت كفل هذا الحق لشعب فمن حق الشعب الكويتي ممارسة هذا النوع من الحرية وليس من حق الحكومة أو أمن الدولة أن تمنعنا من حقنا الدستوري !!
المحير في الأمر أن الحكومة لا تتبع هذا النوع من الأسلوب إلا على أصحاب العقول الواعية سياسياً وفكرياً، والذين يعرفون ما يدور حوله، ولا يرون القضايا من مفهوم سطحي بل يتعمقون فيها ويحللونها ويرونها من كافة الاتجاهات، هذه الفئة يتم وقف مدوناتهم ويعيقوا منشوراتهم ويتم تهديدهم بشكل عام !! وفي نفس الوقت تقف كافة الأيدي على الصحف والقنوات التي هي مصدر تشتت وتفكك ونزاع بين الشعب، القنوات التي تطرح آرائها باسلوب ساخر ومستفز، قناة تفرق بين الشعب الذي وقف وقفة واحدة في محنة 1990 وواجه العدو يداً بيد تصنف هذا الشعب الوفي على حسب معتقدات القناة التافهة، نرى الحكومة ساكتة عليهم وراضية على هذا الانحطاط وليس الغريب منها لأنه ليس من المستبعد هي التي دفعتهم وحرضتهم على مثل هذه الأمور، انا لا أملك دليل عليها ولكن سكوتها عليهم يدل على هذا، وطبعاً يستطيع كل شخص من القراء أن يفرق جيداً بين كل من الفئئتين من خلال اسلوب التعبير، ليس هناك أي مشكلة في ابداء الرأي والحرية ولكن هناك مشاكل وعواقب على اسلوب التعبير فالحرية تقترن بها الرقي في التعبير والاحترام فإن انعدموا فلا يستحق الفرد هذه الحرية، فطالما حريتنا كفلها لنا الدستور وطالما لا تعبر إلا عن الواقع باسلوب راقٍ اختم هذا المقال في هذا البيت للشاعر نزار قباني:
(أنا حريتي .. فإن سرقوها تسقط الأرض كلها والسماء).