الأربعاء، 30 ديسمبر 2009

جنازة نشبع فيها لطم!

1-3-2009
«عيدنا خلونا نفرح فيه؟!... احنا شكو مانحتفل بعيدنا ونحزن على ناس... ؟!، الكويت، الكويت، الكويت، وبس!».هذه لقطات مقتطفة من مقابلة كانت على إحدى القنوات الخاصة، وأشكر هذه القناة من جميع أعماق قلبي فهي قناة تشجع الوطنية وتشجع الشعب ألا يكترث الا لأنانيته ولحبه للبكاء على الماضي؟!، ولا يعير أي اهتمام للقضايا العربية مثل قضية فلسطين!«الله يعينني الحين بكون أحد اللي بيتهجمون عليه بعدم وطنيته»، ولا الولاء لهذا الوطن! لأنني أيدت القضية الفلسطينية وأيدت عدم الاحتفال بالعيد الوطني، ففي المقابلة شحنتم المشاهدين وحرضتوهم على حب الكويت فقط، ولكن في هذا المقال أحرض القراء ألا يكونوا محدودي وبسطاء التفكير فيجب أن يفهموا جيداً ويوقنوا أن لكل انسان ولاء ووطنية، ولكن على أبعاد ثلاثة ويجب أن تتوازن هذه الأبعاد في جميع الاتجاهات، وان اختل هذا التوازن، فليس من الخطأ أن نقلب الموازين لكي تتوازن من جديد، وهذه الأبعاد هي الوطنية (للوطن وللعروبة وللاسلام)، فمتى توازنت أصبح تفكير الانسان سليماً من النواقض والمشاحنات، فالحكومة عندما منعت الاحتفال بالعيد الوطني فهذا لا يعني أن تقضي على مشاعر الوطنية ومشاعر الحب لهذا الوطن لا! فالكويت مازالت تفخر بالتحرير وتفرح به، ولكن في هذه السنة يوجد بعد آخر يجب أن نوازنه ألا وهو العروبة والاسلام! فالقضية الفلسطينية ليست قضية حرب بين دولة وآخرى، كما تم الادعاء في المقابلة، لا، فهي قضية عزة وكرامة فعاصمة فلسطين هي القدس وثالث أرض مقدسة للمسلمين والعرب، فكيف لنا أن نحتفل وكرامتنا تهان وتذل، ومن ناحية أخرى ليس من الصحيح أن نجعل مشاعرنا وعواطفنا هي التي تحكمنا كما كان في المقابلة فهذا الكره الموجه للشعب الفلسطيني، والذي غرس فينا منذ الصغر من الممكن أن يكون غير صحيح، وان كان فانه ليس في محله وليس في الزمان الصحيح، وكما قلت يجب أن نقلب الموازين ان اختل التوازن كي يعود من جديد، في الحقيقة الاعلام لدينا شوه صورة الشعب الفلسطيني، وهذا كله لمصالح ما لن أتطرق لها هنا. يوجد فلسطينيون دخلوا في المقاومة الكويتية، والمقاومة والحكومة اعترفوا بهم، كان موقف حكومة وليس موقف شعب !! ويجب علينا أيضاً أن نتخذ موقف شعب، موقف انسانية، موقف عزة وكرامة، ألسنا عرباً! ألسنا مسلمين!؟ أم نحن فقط كويتيون!الحكومة منعت الاحتفال بالعيد الوطني، وهذا لكي تبين دولتنا موقفها تجاه القضية، ولكي تبرز دولة الكويت دولة المواقف المشرفة تجاه هذا العالم ! احتفلوا بالعيد الوطني وتذكروا الأسرى والشهداء، من قال اننا نريد نسيانهم! فهم فخر للكويت وأبنائها، من قال ان الحكومة تريد منعكم من هذا ؟! هل تكون ذكرى الأسرى والشهداء بالحفلات والغناء؟! فالحكومة لم تلغ الا الحفلات الغنائية (بس الظاهر ماتبون الا جنازة تشبعون فيها لطم)!نشكركِ أيتها القناة ونشكر المتصلين، الذين شوهوا صورة الكويت وشعبها تجاه العرب والعالم! اتهمتم من أيد القضية بأنهم حزب معين، وأنهم يريدون الفتنة بين الشعب ويشعلون حرباً أهلية! أنا أقول لكم من يشعل الفتنة ومن يريد النزاع بين الشعب هو أنتم فأغلب الشعب الكويتي أيد القضية وتبرع بالملايين من الدنانير، وهؤلاء لا ينتمون لأي حزب فمؤيد القضية ليس حزباً ما، ولكن الشعب والحكومة الكويتية والرأس الكبير لهذه الدولة أميرها الشيخ صباح الأحمد حفظه الله، اتخذ موقفاً وأيد القضية ودفع مبلغاً وقدره للشعب الفلسطيني، الآن من عارض الحكومة؟! من يريد الفتنة أو بالأحرى حرباً أهلية؟! من شوه صورة الشعب الكويتي!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق